Header Ads

قصة #منطقة_الحوادث #الجزء_الأول تأليف Bushra Mukdad

#منطقة_الحوادث قصة من تأليف Bushra Mukdad
الجزء الأول 

كنت قد انتقلت من شقتي ذات الأثاث الفاخر و الإطلالة المرموقة إلى شقة أخرى لا تشبهها البتة! فقد خسرت عملي في شركة معروفة لأسباب لا أعلم ماهي..كنت اعمل بجد وكان راتبي الشهري يكفيني لدفع أجار شقتي الباهض بعض الشيء فأنا من الأشخاص الذين يحبون العيش بمثالية و رفاهة تامة..شقة جميلة..اثاث فاخر..إطلالة خلابة...عمل مرموق يدر راتبا شهريا مناسبا..لكن في يوم طلب المدير أن نترك العمل وأعطى لكل منا مبلغا زهيدا..يقول البعض أن الشركة تنهار وأن صاحبها لم يعد يملك مايكفيه اجارا للعاملين الموظفين فيها ..رغم عملنا الجاد إلا أن العمل لم يستمر...صعدت في سيارة تكسي تفحصت القصاصة الورقية التي تحمل عنوان الشقة الجديدة...وصلت للمكان المطلوب كانت شقة في إحدى الأبنية التي تقع في منطقة معزولة بعض الشيء بعيدة عن مركز المدينة..توجهت نحو البناء فسمعت صوت امرأة تبكي وتصيح على ولدها لم القي للأمر بالا و سرت نحو وجهتي تمعنت القصاصة مرة أخرى منطقة الحوادث..نعم اسمها غريب بعض الشيء الشارع الأول..البناء رقم 2..الطابق الخامس..كان البناء مهترئا قديما كأن جدرانه تحكي قصة ساكنيها منذ سنين مضت دخلت البناء وصعدت الأدراج درجا تلو الآخر..سيخول إلى فكرك أن بناءا كهذا يحمل خمس طوابق يجب أن يحوي على مصعد لكان للأسف المصعد كان معطلا..هلكت قدماي من صعود الدرجات..يا إله مع هذه السلالم الكثيرة لن أصعد او أنزل إلا للضرورة..ولكن ماذا عن العمل..لا..لا طبعا انا ان وجدت عملا مناسبا سأدخر المال لاسكن شقة أخرى..وصلت للطابق الرابع كان يقف رجل على باب شقته يتحدث مع امرأة أظنها زوجته واشعر نظراتهما تتسلل تلقايا نحوي..يقول لها..هه مستأجر آخر ضحكت ضحكة تقشعر الأبدان من صوتها الذي يصارع جدران البناء ليعود مرتدا إلى مسامعي وقالت في لهجة ساخرة..لن ينفذ هو الآخر قرعت كلماتها المستفزة في أذني كالطبل..لن ينفذ هو الآخر!!..ماذا تعني بكلماتها تلك..أكملت صعودي والأفكار تتراقص في رأسي..دخلت للشقة كانت شقة جد عادية وأقل من ذلك ليست كشقتي القديمة لكن مابوسعي ان أفعل لم يعد لدي الكثير من النقود ووجدت هذه الشقة بسعر مناسب بل و رخيص جدا ليست بذلك السوء ولكن ليست كما أتمنى..وضعت اغراضي و هندمت المكان صحيح إني شاب لكن كما كانت تقول امي رحمها الله انت مرتب و نظيف كالفتيات لم تقصد بكلماتها ان تهينني لا بل على العكس تعتقد أن هذه ميزة خاصة فالكثير من الشباب مهمل للترتيب وانا على عكس ذلك..تعبت كثيرا فقررت أن أستريح على تختي نمت لفترة زمنية لا اعرف كم بلغت و عندما استيقظت كان قد خيم الظلام والشقة كلها سواد داكن..سارعت لإشعال الإنارة تفاجئت أن إنارة غرفتي لا تعمل إلا أنني فور وصولي للشقة تفحصت جميع مصابيح الشقة غرفة غرفة..اه ربما لم أنتبه لهذا المصباح..أشعلت الإنارة في الغرف الأخرى و ذهبت للمطبخ حتى ألتقط بعض الطعام وآكله فعصافير بطني تجاوزت مرحلة الزقزقة وبدأت تنهش بمناقيرها احشائي الراقدة في جمسي المجهد من التعب تناولت بعض الطعام المعلب الذي احضرته معي وذهبت للصالة لآكله وضعت الطعام على الطاولة و أكلت حتى انتفخت عدت لغرفتي وتفاجئت بضوء المصباح الصادر منها..ألم تكن معطلة للتو..هون على نفسك يا أحمد ربما قد تكون الكهرباء في الشقة تحتاج التصليح،،باب المطبخ يطل على باب غرفتي قبالت بعضهما..ما هذا لقد أطفأت الإنارة في المطبخ انا متأكد..سرت للمطبخ مع خطوات مترددة أطفأت الإنارة و أردت أن أعود إلى غرفتي ما ان ادرت وجهي حتى انطفأ مصباح الصالة و تلقايا بعدها انطفأت الإنارة في غرفتي وأصبح البيت سوادا كالكحل...يا إله ماهذا!! شيء او شخص لا أدري ينير ويسير نحوي..اقترب أكثر و أكثر..عادت الإنارة و اختفى ذاك الشيء..جبيني يصب عرقا..الأدرينالين في جسدي وصل حده الأقصى..خطوت على قدماي نحو غرفتي جلست على السرير وناقشت نفسي بجدية..كفا يا أحمد لابد انها أثار التعب و الإرهاق لا أكثر وضعت رأسي على المخدة واستسلمت للنوم..اليوم التالي صحوت مبكرا وعزمت على تغيير هذه الشقة التي لم ارتح لها اتصلت بصديق لي الذي ارشدني لهذه الشقة لعله يعرف غيرها و بسعر مناسب 
-الو عمر كيف حالك صديقي؟
-انا بخير سررت باتصالك ما الأخبار؟ هل أعجبتك الشقة
-اه انا بخير ولله الحمد..الشقة في الحقيقة أريد غيرها..لم ارتح لهذه
-احمد! ما خطبك يا رجل الشقة تقع في نفس الحي الذي كنت تسكن فيه..إطلالة مرموقة..شقة وسيعة..واجار مناسب
-مهلا مهلا..عم تتحدث..الشقة تقع في منطقة الحوادث الشارع الأول البناء رقم 2 الطابق الخامس هذا ما دون على القصاصة التي منحتني إياها!
-لا صديقي العنوان كان بنفس الحارة التي كنت تسكن فيها..في البداية لم أعرف انها نفسها فكتبت لك العنوان... لكن هذه المنطقة اظنني سمعت عنها..أحمد أخبرني ماذا حدث!؟
-لا..لا شي أظنه خطئا بسيطا
أغلقت السماعة ورحت تائها بأفكاري..كيف وصل هذا العنوان إلي!
رن هاتفي أجبت على الفور
-الو 
-أحمد صديقي انا عمر لقد تذكرت..
يتبع......


تأليف Bushra Mukdad

ليست هناك تعليقات